الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

القدس في الصحافة العربية والفلسطينيةرؤية مستقبلية



                  القدس في الصحافة العربية والفلسطينية
                                رؤية مستقبلية


بدأت مدينة القدس ومنذ سنوات طويلة تتعرض لحملة منظمة وواسعة لتغيير هويتها الثقافية العربية، ووجها الحضاري، والتاريخي، والتراثي الإسلامي، والمسيحي؛ من خلال سن القوانين العسكرية، وتنفيذ العديد من الإجراءات الرامية إلى تهميش الوجود الفلسطيني في المدينة، وفرض الأمر الواقع الصهيوني عليها.
كما تعددت أوجه وإجراءات التطهير العرقي التي يوظفها الاحتلال الصهيوني، من أجل تغيير التركيبة الديموغرافية للمدينة وصبغها بالطابع الصهيوني، فقد صادرت سلطات الاحتلال الصهيونية آلاف الدونمات المحيطة بمدينة القدس، وأقامت عليها عدداً كبيراً من المستوطنات الكبيرة، كما بنت العديد من الوحدات الاستيطانية داخل المدينة نفسها، وسحبت عددا كبيرا من هويات المواطنين الفلسطينيين المقدسيين.
وقامت ببناء جدار الضم العنصري حولها في محاولة لخنقها وعزلها عن محيطها الفلسطيني، ونصبت العديد من نقاط التفتيش العسكرية التي تعزل الأحياء عن بعضها البعض، ونظمت حملة اعتداءات على التراث الثقافي الإسلامي العربي من خلال الاستهداف المباشر للحرم القدسي الشريف عبر الحفريات المكثفة التي تقوم بها تحته بحجة البحث والتنقيب عن الهيكل المزعوم، والآثار اليهودية، وحجج واهية أخرى؛ تهدف في مجملها السيطرة على موقع القدس، وهدم المسجد الأقصى، وإلغاء التاريخ والثقافة.
وفي ظل هذا الواقع المرير الذي تمر به مدينة القدس، يبرز دور الصحافة العربية بوجه عام والفلسطينية بوجه خاص في فضح الممارسات الصهيونية تجاه المدينة المقدسة، ونقل الواقع المرير الذي يحياه الشعب الفلسطيني، وخاصة سكان مدينة القدس، وتوثيق صور مكابدتهم لنير الاحتلال، وممارساته العدوانية المخالفة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية. (1
علي اعتبار أننا نعيش في ظل تطور هائل في مجال الإعلام والمعلومات والاتصالات السلكية واللاسلكية التي فرضت نفسها علي المجتمع الدولي مع نهاية القرن العشرين، وخاصة الانترنت الذي أتاح أمامنا المزيد من الانفتاح المعلوماتي والإعلامي، وأتاح الفرصة أمام الصحف لتوسيع نطاق تغطيتها الجغرافية والاستفادة من الانترنت، في نقل المعلومات ووجهات النظر بطريقة سهلة وبسرعة فائقة تحد من العراقيل العديدة التي توضع بهدف إخفاء الحقائق وقلب الموازين.
كما يبرز دور المؤسسات والأبحاث وأوراق العمل التي تناولت قضايا القدس، ورصدت الانتهاكات الصهيونية بحقها في المجالات كافة، وكذلك الدراسات التي تناولت المعالجات الصحفية لهذه القضايا سواء في الصحف الفلسطينية بوجه عام، أو في الصحف العربية بوجه خاص، ودور هذه المعالجات في خدمة قضايا القدس.
وهو ما استدعي أن تبحث هذه الورقة وترصد وتحلل هذه المعالجات الصحفية، ومن ثم تضع الورقة رؤية مستقبلية لتطوير العمل في الصحافة الفلسطينية والعربية علي حد سواء، وجعلها أكثر مهنية ودقة في معالجة قضايا القدس بشكل خاص، والقضية الفلسطينية بشكل عام، بما يتواءم مع أهمية وخطورة الوضع الفلسطيني، في ظل ما يحاك ضد قضيته من مؤامرات صهيونية تهدف إلي طمس هويته والاعتداء علي ثقافته وحضارته.
وتنقسم الورقة إلي أقسام ثلاثة: الأول يعرض لقضايا القدس بوجه عام، والثاني يعرض للمعالجات الصحفية التي تناولت قضايا القدس في الصحف العربية والفلسطينية، القسم الثالث يقدم رؤية مستقبلية لتطوير العمل في مجال الصحافة بما يخدم قضايا المجتمع العربي الفلسطيني، وعلي رأسها قضايا القدس موضع الدراسة.
القسم الأول:- قضايا القدس:-
في تاريخ 8/6/1967م قام حاخام الجيش الإسرائيلي ( شلومو غورين) بالوقوف قريبا من حائط البراق وأقام الصلاة فيه معلناً أن القدس هي لليهود، ولن يتراجعوا عنها أبداً، وهي عاصمتهم الأبدية، ثم قامت السلطات الإسرائيلية بتاريخ 30/7/1980م بسن قانون بما يسمي القانون الأساسي للقدس الموحدة، معتبراً مدينة القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل.(2
في هذا السياق تستمر السلطات الإسرائيلية الصهيونية التي تعاقبت على السلطة بتنفيذ سياسة ضم الأراضي وتوسيع مساحة القدس الغربية منذ إعلانها عاصمة للكيان الصهيوني-وحتى يومنا هذا- ولا زالت إسرائيل تقوم بإجراءات إدارية وتشريعية عديدة من أجل تحقيق مشروعها – مشروع القدس الكبرى- فالاستيطان يشهد تصعيدا عاما بعد عام، ويوما بعد يوم بهدف تطويق المدينة وابتلاعها، متزامنا مع استمرار سياسة تهجير السكان المقدسيين من أراضيهم وبيوتهم، وسحب هوياتهم، وتحديد إقاماتهم، وفرض الإغلاق والحصار الاقتصادي عليهم من حين لآخر، وبسبب وبدون سبب؛ لحثهم على ترك المدينة، وإفراغها من أهلها وتحقيق أغلبية يهودية فيها. (3
كما وصاحب هذه السياسة؛ سياسات أخرى موازية، سياسية، وديموغرافية، واقتصادية، واجتماعية، وأمنية، ليس أقلها إغلاق مدينة القدس، وبناء الجدار الفاصل الذي يحاصر الضفة الغربية والقدس، وعمليات الحفريات المستمرة تحت المسجد الأقصى بحجة البحث عن آثار الهيكل المزعوم، وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، دونما التفات إلى الأعراف والمواثيق الدولية التي تحرم كل هذه الإجراءات الصهيونية التي تنال من حرمة المقدسات الدينية وحرية العبادة.
ويشار إلى إن هذه الممارسات الصهيونية تستمر في الوقت الذي تم فيه التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين – من خلال اتفاقيات أوسلو- على إرجاء التفاوض حول القدس إلى المرحلة النهائية من المفاوضات، والتي تم تأجيلها بصفة مستمرة حتى تُتم إسرائيل محاولاتها لإخلال واقع المدينة الجغرافي والديموغرافي لصالح اليهود، وعندما يحين وقت التفاوض على المدينة المقدسة ( القدس) التي تعتبر عاصمة الدولة الفلسطينية المقبلة لا يبقي للمفاوض الفلسطيني شيء فيها يتفاوض عليه.
وفي ظل هذه الإستراتيجية العدوانية المخالفة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية

تعاني القدس من عدة قضايا أبرزها:-
1. الاستيطان: وهو من أبرز المشكلات التي تعاني منها الضفة الغربية ومدينة القدس، نظرا لعملية التوسع المستمرة في بناء المستوطنات، وتشير أفضل التقديرات السائدة إلى أن حيازة الأراضي لإغراض استيطانية أدت إلى مصادرة 14% من أراضي الضفة الغربية، والتي لا تعدو تمثل هي نفسها 22%، أي 6500كم2، كما أن معدل التوسع في المستوطنات بلغ نسبة 4%، في العام المنصرم 2008م بالنسبة للأرض والسكان.
2. جدار الفصل العنصري: حيث يعمد جدار الفصل العنصري في القدس إلى سلخ أحياء عربية بكاملها عن القدس وأراضي الضفة الغربية، وسيعزل حوالي 225 ألف فلسطيني من سكان القدس الشرقية داخل الحدود الإدارية لما يسمي بلدية القدس عن الضفة الغربية، ويتضرر معها عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في البلدات والقرى الواقعة في محيط المدينة، كما سيجد نحو 55 ألف فلسطيني أنفسهم داخل الجانب الصهيوني من الجدار ومقطوعين عن الضفة الغربية بالكامل. (6)
3. تهويد القدس:- بدأت خطوات تهويد مدينة القدس، واتفقت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سواء أكانت حكومات العمل، أو الليكود المتطرف على هذه السياسة ووضعت البرامج الإستراتيجية والتكتيكية لبلوغ الهدف، وذلك بالعديد من الوسائل والطرق التي تسعي إلى تحقيقه منها:-
أ‌- التضييق على ممارسة الشعائر الدينية. 
ب‌- الطرد الصامت للفلسطينيين المقدسيين وذلك عبر عدة وسائل منها:-
- إلغاء الإقامة الدائمة في القدس لأي مقدسي يبقي خارج المدينة مدة تزيد عن سبع سنوات، أو أصبح مواطنا في بلد آخر أو حصل على إقامة دائمة فيه.
- فرض قيود على سفر المواطنين المقدسيين للخارج.
- فرض قيود على جمع شمل الزوجات والأزواج غير المقيمين بالقدس.
- فرض قيود ورفض تقريبا لكل طلبات جمع شمل الأقرباء.
ت‌- مصادرة الأراضي الصالحة للبناء بحجة إقامة مناطق خضراء ومحميات طبيعية.
ث‌- هدم المنازل وإغلاق الطرق.
ج‌- إغلاق المؤسسات الفلسطينية المقدسية. 
ح‌- تهويد الاقتصاد وفرض الضرائب الباهظة على المنتج المحلي للمدينة.
4. الحفريات:- حيث تهدف إلي تدمير المسجد الأقصى، وإقامة هيكل اليهود المزعوم، لذلك لا زالت السلطات الإسرائيلية الصهيونية تواصل حفرياتها تحت المسجد الأقصى عبر أنفاق من جهات عده لتحقيق هذا الهدف الخبيث.
القسم الثاني:- المعالجات الصحفية التي تناولت قضايا القدس في الصحف العربية والفلسطينية:-
من خلال مسح التراث العلمي الذي قام به الباحث، يعرض للدراسات التي تناولت قضايا القدس بشكل عام والدراسات التي تناولت المعالجة الصحفية لقضايا القدس في الصحف العربية والفلسطينية، ومن ثم يقوم الباحث بعرض موسع لأهم الدراسات التي تناولت المعالجة الصحفية لقضايا القدس في الصحافة العربية والفلسطينية.
أولا:- أوراق العمل والدراسات التي تناولت القدس ومعالجة هذه القضايا:-
 1. دراسة عواطف عبد الرحمن، بعنوان" القدس في الصحافة العربية 1967-2000"(13) حيث تناولت تحليل اتجاهات الصحف العربية نحو قضية القدس منذ عام 1967 وحتى عام 2000م.
 2. دراسة حسين أبو شنب بعنوان " القدس في الدراسات الإعلامية والفكرية" (14) تناولت تحليل المادة العلمية المتعلقة بالقدس في الدراسات الإعلامية بهدف تحديد القضايا والأفكار التي تتضمنها هذه الدراسات .
 3. دراسة حسين أبو شنب بعنوان " المعالجة الصحفية لتداعيات نفق القدس" (15) هدفت الدراسة إلي رصد أهداف الصحافة العربية وأساليب تغطيتها لقضية نفق القدس وسبل معالجتها لهذه القضية.
 4. دراسة أحمد نوفل، بعنوان" مستقبل قضية القدس من المنظور الإسرائيلي" (16) هدفت الدراسة إلى تحليل ودراسة الموقف الإسرائيلي من مدينة القدس، والتعرف على مناحي التفكير الإسرائيلي فيما يتعلق بالحلول المطروحة لمستقبل قضية القدس.
 5. دراسة رياض العيلة، وأيمن شاهين، بعنوان " الاستيطان اليهودي وتأثيره السياسي والأمني على مدينة القدس" (17) تناولت الدراسة أثر الاستيطان السياسي والأمني على مدينة القدس، ومدى شرعيته في ضوء القانون الدولي والمخاطر التي يسببها على مسيرة السلام.
 6. دراسة يوسف إبراهيم، بعنوان " جدار الفصل العنصري والقدس ، عزل وحصار وتهجير" (18) هدفت الدراسة إلى رصد وتحليل الآثار السلبية للجدار على القدس، ودوره في تهويد المدينة وتهجير سكانها المقدسيين
 7. دراسة جواد الدلو، بعنوان " قضايا القدس في الصحافة الفلسطينية" (19) هدفت الدراسة إلى التعرف على درجة اهتمامات الصحف الفلسطينية بكل قضية، والجهات المهتمة بها ومصادرها وموقفها منها.
8.  دراسة عزة عبد الله، بعنوان" مدى التزام الصحافة المصرية بالأسس العلمية في إدارتها لازمة مستوطنة جبل أبو غنيم بالقدس المحتلة" (20) هدفت الدراسة إلى التعرف على الأسس العلمية التي تناولت بها الصحف المصرية هذه القضية من خلال التغطية الموضوعية والانتقال إلى مكان الحدث.

ثانيا:- عرض لأهم الدراسات التي تناولت القدس عربيا وفلسطينيا:
أولا:- علي المستوي العربي:-
دراسة عواطف عبد الرحمن، بعنوان" القدس في الصحافة العربية 1967-2000م " .
هدفت الدراسة إلي رصد وتحليل أبرز الاتجاهات والمواقف التي طرحتها الصحافة العربية إزاء قضية القدس منذ انتهاء معارك يونيو 1967م، وذلك بمتابعة التطور الذي طرأ علي معالجات الصحف متواكبا مع التطورات التي مرت بها قضية القدس خلال ثلاث حقب زمنية تبدأ من السبعينات مرورا بالثمانينات وصولا إلي التسعينات.
كما هدفت الدراسة إلي تحقيق هدف محوري لهذه الدراسة في محاولة رصد وتتبع وتحليل الاتجاهات والرؤى التي طرحتها الصحافة العربية إزاء التطورات التي مرت بها قضية القدس خلال الثلاثين عاماً الماضية، سواء في أروقة الأمم المتحدة أو علي أجندة ووقائع المفاوضات العربية الإسرائيلية، أو متابعة الأعمال البطولية للشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة، وفي المدينة المقدسة ذاتها مع عدم إغفال ردود الفعل العربية والإسلامية والعالمية إزاء قضية القدس.
وتوصلت الدراسة إلي النتائج التالية:-
- غلبة الطابع الخبري علي معالجات الصحف العربية لقضية القدس في الحقب الثلاث مع تميز الحقبة الثانية (حقبة الثمانينات) التي شهدت أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولي.
- التوازن بين مواد الرأي والمواد الخبرية في الحقبة الأولي (السبعينات) التي شهدت إجراءات تهويد القدس، والمطالبة بإعادة السيادة العربية علي القدس، والوضع القانوني لمدينة القدس، وتقسيم القدس، وإعلان إسرائيل اتخاذها القدس كعاصمة لها، وإدراجها كجزء من المفاوضات لحل أزمة الشرق الأوسط، علاوة علي استمرار الكتابات عن المكانة العربية لها.
- غلبة مواد الرأي علي معالجة الصحف وقضية القدس في نهاية الحقبة الثالثة (التسعينيات) خصوصا بعد فشل محادثات كامب ديفيد الثانية؛ بسبب قضية القدس مع استمرار المتابعة الخبرية لتطورات القضية الفلسطينية بين الأطراف الثلاثة: فلسطين وإسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية، ودخول مصر كطرف وسيط.
- اعتماد الصحف العربية علي المصادر الأجنبية ( وكالات الأنباء الغربية بالتحديد) في تغطية أخبار القدس طوال الحقب الثلاث بنسب متفاوتة.
- فيما يتعلق بالرؤى التي طرحتها الصحف حول قضية القدس لوحظ استمرار طرح القضايا المتفرعة عن القدس في الصحف العربية طوال الحقب الثلاثة، مع تفاوت بروز بعضها البعض الآخر طبقا لظروف كل حقبة.
- كما لوحظ استمرار وثبات الموقف العربي من خلال الصحف حول التمسك بعروبة وإسلامية القدس.

ثانيا علي المستوي الفلسطيني:
 1. دراسة حسين أبو شنب بعنوان " القدس في الدراسات الإعلامية والفكرية" حيث هدفت الدراسة إلي التعرف علي مضمون المادة العلمية المتعلقة بالقدس في الدراسات الإعلامية والفكرية لتحديد القضايا والأفكار التي تنظمها هذه الدراسات، والتركيز علي الدراسات التي تناولت المعالجة الصحفية لقضايا القدس في محاولة لبناء تصور مقترح لتفعيل البحث العلمي والدراسات الإعلامية في شأن القدس، كما هدفت إلي رصد وتحليل المادة العلمية المنشورة في الدراسات الإعلامية والفكرية عينة الدراسة بغرض توسيع دائرتها وتطويرها واستنباط مضامينها.
وتوصلت الدراسة إلي النتائج التالية:- 
- غلب الطابع الخبري علي معالجات الصحف بوجه عام أكثر من المقالات التي تثير القضايا في الغالب وتكثر وتقل حسب الظروف والاهتمامات الدولية والمناسبات.
- اشتملت المجلات موضع الدراسة علي عدة تقارير لمعالجة المؤتمرات والندوات والاحتفالات بالقدس بما في ذلك تقرير عن الموقف الدولي إزاء الملكية الإسلامية.
- تنوعت القضايا التي عالجتها الدراسات التي تناولتها دراسة أبو شنب، حيث تمثلت تلك القضايا في السيادة علي القدس، الوضع القانوني للقدس، الوضع التاريخي للقدس، تراث وحضارة القدس، التفاوض حول القدس، مستقبل القدس والصراع المفتوح، الطريق إلي القدس، المعارك العسكرية حول القدس، القدس في مشاريع التقسيم، المواقف العربية والدولية من القدس، القدس وعملية السلام، الإجراءات الإسرائيلية في تهويد القدس، تهديد المقدسات الإسلامية والمسيحية، تفريغ القدس من سكانها الأصليين، الانتفاضة والقدس، المسجد الأقصى والقدس، القدس الحلم الدائم عند الجميع، القدس العاصمة الموحدة، ارتباط القدس بالحل النهائي، الزعامات الصهيونية والمواقف الثابتة، القدس والحركة الوطنية، القدس والمؤسسات الإعلامية، وأخيرا القدس والفاتيكان.
2.  دراسة جواد الدلو، بعنوان " قضايا القدس في الصحافة الفلسطينية" (19) هدفت الدراسة إلى التعرف على قضايا القدس في الصحافة الفلسطينية اليوميةالقدس، الحياة الجديدة، الأيام- وتحديد درجة اهتمامها بكل قضية، والجهات المهتمة بها والمصادر التي اعتمدت عليها في تغطيتها لهذه القضايا، والأشكال الصحفية المستخدمة في عرضها، وموقفها منها، ومدي تقديم صحف الدراسة حلول لها.
وتوصلت الدراسة إلي النتائج التالية:-
- أسفرت النتائج أن اهتمام صحف الدراسة بقضايا القدس جيد من حيث التكرار والمساحة، إذ بلغ معدل العدد الواحد سبعة موضوعات مساحتها 250سم.
- كما أن الشئون الرياضية جاءت في مقدمة اهتماماتها علي حساب قضايا أخري تعاني منها المدينة المقدسة.
- وأشارت الدراسة إلي أن ربع القضايا المنشورة في صحف الدراسة تعتمد في نطاق تغطيتها علي الموضوعات المحلية وتأخذ الاتجاه السلبي المطلق والنسبي معا.
- كما أن ثلثي القضايا المنشورة تقريبا عرضت دون تقديم حلول لها، في حين لم تستخدم الكثير من العناصر التيبوغرافية لإبراز قضايا الدراسة.
القسم الثالث: رؤية مستقبلية لتطوير العمل في مجال الصحافة:-
من خلال ما سبق يقدم الباحث خلاصة تتمثل في تقديم رؤية علمية مستقبلية تهدف إلي تطوير العمل في مجال الصحافة الفلسطينية بوجه خاص، والصحافة العربية بوجه عام بما يخدم قضايا المجتمع العربي الفلسطيني، وعلي رأسها قضايا القدس بنوع من الخصوصية لما تمثله المدينة من أهمية لدي المسلمين علي وجه الأرض، وذلك وفق الآتي

.1  ضرورة الاهتمام بجميع قضايا المدينة المقدسة، وإفراد مساحات أكبر تبين حجم الحملة الشرسة التي تواجهها، وتعمل على طمس هويتها، وعدم تغليب بعض الأخبار الخفيفة على الموضوعات المهمة، وعلى رأسها إغلاق المؤسسات المقدسية، وإغلاق الطرق أمام المقدسيين، وما يعقب ذلك من تضييق الخناق على السكان المقدسيين أصحاب الحق.
 2. الاهتمام بكافة الفنون الصحفية وخاصة التفسيرية التي من شأنها أن توضح قضية القدس، وتفضح الممارسات الصهيونية بحقها، وعدم الاقتصار على فن الخبر الصحفي فقط.
 3. ضرورة قيام الصحف الفلسطينية والعربية بتطوير إمكانياتها المعلوماتية عبر إنشاء مراكز معلومات حديثة، إلى جانب تطوير الإمكانيات المتوافرة حاليا، وذلك لتواكب خدماتها المعلوماتية مع التطورات التكنولوجية التي عرفها المجال، وإتاحة الفرصة أمام القراء للاستزادة من المعلومات حول قضايا القدس.
4.  عقد دورات متخصصة في النشر الالكتروني والكتابة المتخصصة، والقوالب الفنية المستخدمة، بما يحقق أكبر قدر من الاستفادة من التقنيات الحديثة التي تتيحها شبكة الإنترنت، والتي من شأنها التعامل بإيجابية مطلقة مع قضايا القدس.
 5. ضرورة التنسيق مع الصحف العربية والفلسطينية وتوحيد الخطاب الإعلامي العربي؛ بما يخدم قضايا القدس بعيدا عن العمل المتناثر الذي لا يستطيع مجابهة الآلة الإعلامية الصهيونية.
 6. عقد مؤتمر أو ورشة عمل تضم المؤسسات والتوجهات الإعلامية العربية والفلسطينية كافة، من أجل توحيد استخدام المصطلحات الإعلامية في الوسائل والمحافل الإعلامية والمحلية والدولية كافة، ومراجعة استخدام العديد من المصطلحات التي تسئ إلي القضية الفلسطينية أو التي تستخدم في غير موضعها، إلي جانب تحديد مصطلحات لبعض الأماكن والأشياء التي درج علي استخدام المصطلحات الإسرائيلية فيها.
 7. ضرورة أن تقوم الصحف العربية والفلسطينية بعمل حملات إعلامية لشرح المخاطر المحدقة بالقدس وذلك عبر التنسيق بين وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية، بالتنسيق مع اتحادات الصحفيين والكتاب العرب، بحيث يتم عمل برامج لوفود عربية صحفية وفنية لزيارة العواصم العالمية المهمة، وعقد ندوات ولقاءات صحفية وإذاعية وتلفزيونية مع الجمهور الغربي بهدف كسب الرأي العام العالمي نحو القضية الفلسطينية، وعلي رأسها قضية القدس، والعمل علي كسب تأييد هذا الرأي العام، وكسب تأييد حكوماته بشكل يضحد الدعاية والأكاذيب الإسرائيلية التي تروج لها الآلة الإعلامية الصهيونية.
 8. أخيرا:- يجب على جميع الجهات الرسمية، والأهلية، والشخصيات الفلسطينية، والعربية، والدولية إيلاء قضايا القدس أهمية كبرى تتوافق مع حجم المعاناة التي تتعرض لها، وتكون سدا منيعا أمام محاولات تهويدها من قبل إسرائيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق