الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

الاثار المسيحيه في القدس



منذ انطلاقة دعوة السيد المسيح – عليه السلام – أصبح للنصارى ارتباط وثيق بالقدس التي شهدت العديد من الحوادث التاريخية المرتبطة بدعوته، وإن اقتصر هذا الارتباط طيلة القرون الثلاثة الأولى للميلاد على معانٍ روحية ولم يتصل عمران القدس بالمسيحية إلا بدءًا من منتصف القرن الرابع الميلادي. 
ومن المعروف أن السيد المسيح – عليه السلام – كان قد تنبأ بخراب القدس والهيكل الذي أعاد هيرود الكبير تشييده، إذ قال لليهود بعد أن كذبوه "هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا" (متى – 24) وزاد على ذلك "الحق أقول لكم أنه لا يترك ههنا حجر على حجر إلا ينقض".

وقد تحققت هذه النبوءة فى عام 70م عندما رد الرومان على تمرد اليهود بحصار القدس وقام القائد تيطس بتدمير المدينة وحرث موقع الهيكل بعد أن هدمه تمامًا.

ولما جاء الإمبراطور قسطنطين Constantine إلى الحكم (274-337م) أصدر مرسوم ميلان الشهير في عام 313م باعتبار المسيحية ديانة شرعية في الإمبراطورية الرومانية، وأصبحت للقدس مكانة خاصة لدى المسيحيين والدولة البيزنطية معًا، واتخذ المسيحيون عادة الحج إلى المدينة مثلما كان يفعل اليهود خاصة وأن السيد المسيح كان قد حج إليها منذ صباه في النصف الأول من القرن الأول الميلادي (لوقا 41-50).

والحقيقة أن الفضل في إسباغ صبغة عمراني على علاقة القدس بالمسيحيين يعود إلى أم الإمبراطور قسطنطين؛ الملكة هيلانة التي عرفت فيما بعد بالقديسة هيلانة.

فقد التقت مع مطران المدينة التي كانت تعرف آنذاك باسم "إيليا" الذي حدثها عن حالة أورشليم السيئة، فقررت زيارتها، وغادرت القسطنطينية في عام 326م ومعها الأموال التي زودها بها الإمبراطور لإعمار أورشليم.

ومن المعروف أن الإمبراطور الروماني "هدريان" كان قد أمر بطمس كافة المعالم التي لها صلة بدعوة السيد المسيح، وساعد اليهود على إنجاز هذه الأوامر ووضعها موضع التنفيذ حيث قاموا بإهالة التراب عليها وإلقاء القاذورات والقمامة فوقها، فأزيلت جميعًا وشيدت محلها المقدسات المسيحية.

وقد تركت الملكة الأم "هيلانة" أمولا طائلة لبناء كنائس أخرى في الأماكن المقدسة، وقد كثرت الكنائس في المدينة المقدسة في القرن الثاني خاصة في أيام الإمبراطورة "أيودكسا" (441-460م).

وإضافة إلى الكنائس فقد زود الإمبراطور البيزنطي جستنيان (527-565م) المدينة بدارين للضيافة إحداهما للحجاج الأجانب والأخرى للمرضى والفقراء.

وتجدر الإشارة إلى أن الكنائس المسيحية، وخاصة كنيسة القيامة كانت قد تعرضت لمحنة شديدة عندما اجتاح الفرس القدس في عام 614م واستولوا عليها وشرعوا بمساعدة اليهود في تدمير المقدسات المسيحية، بل إنهم استولوا على الصليب المقدس وقتلوا بوقيعة اليهود حوالي 90ألف مسيحي وبعد استرداد هرقل للقدس في عام 629م عقد الإمبراطور صلحًا مع الفرس وانتقم من اليهود وشرع في ترميم الكنائس التي تعرضت للدمار.

وقد حرص المسلمون منذ افتتاح القدس على حماية المقدسات المسيحية وكفالة حرية العبادة حسبما جاء في العهدة العمرية وقد سجل أحد البطاركة ذلك قائلا "إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على جزء كبير من العالم يعاملوننا معاملة حسنة وأنهم ليسوا بأعداء للنصرانية بل يمتدحون ملتنا ويوقرون كهنتنا وقديسينا ويمدون يد المعونة إلى كنائسنا وأديرتنا".

وخلال الاحتلال الصليبي للقدس قام الفرنجة بتحويل العديد من مساجد القدس إلى كنائس، فتم تحويل قبة الصخرة إلى كنيسة عرفت باسم هيكل الرب، واتخذ جزء من المسجد الأقصى كمسكن لفرسان المعبد وحول قسم آخر إلى كنيسة، وعقب نجاح القائد صلاح الدين الأيوبي في تحرير القدس من دنس الاحتلال الأجنبي قام بإزالة هذه الاعتداءات.

ومن الجدير بالذكر أن نظام الامتيازات الأجنبية في العصر العثماني قد أتاح للدول الأوروبية تشييد وتجديد بعض الكنائس الخاصة بالطوائف المسيحية المختلفة، ويعتبر القرن التاسع عشر الميلادي (13هـ) الحقبة الذهبية في تعمير الكنائس المقدسة المشهورة الآن.

1-كنيسة القيامة:

ينسب بناء الكنيسة الأولى إلى الإمبراطورة هيلانة التي اختارت تل الجلجثة (مكان الصلب) لإقامتها، ومن أجل تحديد هذا الموقع قامت بإغراء أحد اليهود المسنين بالذهب حيث حرص الرومان واليهود على إخفائه.

وحسب الروايات التاريخية فقد عثرت هيلانة بعد إزالة الردم على ثلاثة صلبان، يعود اثنان منهما للصليبين اللذين صلبا مع السيد المسيح أما الأخير فهو صليب المسيح وقد أمرت الإمبراطورة بهدم تل الجلجثة حتى ساوت ارتفاعه بارتفاع القبر وأقيم حول القبر على دائرة واسعة عشرون عمودًا من الرخام يحيط بها جدار مستدير ينعطف في جهاته الأربعة إلى هيكلين عن اليمين واليسار وبينهما هيكل ثالث إلى الوراء في مواجهة مدخل الكنيسة، وقد غطي ذلك بقبة هائلة وسمي البناء كله باسم كنيسة القيامة.

ولما تم بناء الكنيسة دعا الإمبراطور قسطنطين سائر بطاركة الكراسي الرسولية الموجودة آنذاك ومن بينهم الأنبا أثنا سيوس الرسولي بابا الإسكندرية لتدشينهما في عام 330م.

وبعد ذلك شيدت بالقرب من القبر المقدس كنيسة موازية له قسمت بواسطة أعمدة رخامية إلى خمسة أروقة فسيحة وقد عرفت آنذاك باسم كنيسة الآلام (المرتيرون)، وكان يفصلها عن البناء المحيط بالقبرة عدة أبواب، وفيما ترك مكان الجلجثة خاليًا من البناء بعد إحاطته بدرابزين فضي شيد هيكل عليه يصعد إليه بسلالم، أما المغارة التي وجد بها الصليب فكان الحجاج ينحدرون إلى كنيستها السفلية من منتصف هيكل القيامة.

ولكن هذا البناء الذي كان أعظم مباني "إيليا" وأكثرها قداسة تعرض لتخريب مدمر على أيدي الفرس واليهود في عام 614م، وبعد استرداد هرقل للمدينة حاول رئيس دير "ثيودوسيوس" الأب موديستو Modestuo ترميم الكنيسة في عام 629م ولكنه اكتفى ببعض الأعمال الضرورية لكثرة النفقات اللازمة لإعادة البناء إلى رونقه القديم.

وعندما زار عمر بن الخطاب الكنيسة بعد فتح القدس عام 368م وحان موعد الصلاة طلب منه البطريرك "صفرونيوس" أن يؤديها حيث كان فرفض حتى لا تكون تلك سنة لمن يأتي بعده.

وفي عهد الخليفة العباس المأمون قام البطريرك "توما الأول" بترميم بناء موديستو وكان ذلك في عام 817م.

وحدث في عام 965م أن تهدم بناء قبة الكنيسة، وكان الإخشيديون هم حكام المنطقة، ولم تفلح محاولات إعادة البناء إلا في عام 980م خلال العصر الفاطمي، حيث قام بإعادة تشييد القبة البطريرك يوسف الثاني.

وفي عام 1010م أمر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله واليه على القدس بهدم كنيسة القيامة فهدمت هي والأوقرانيون وكنيسة قسطنطين ثم أجاز للنصارى إعادة البناء بعد سنوات قليلة فأقيمت في ذلك الوقت كنيسة القبر المقدس فقط.

ثم سمح الخليفة الفاطمي المستنصر بالله ببناء الكنيسة من جديد فأعاد تشييدها في عام 1048م الإمبراطور قسطنطين مونو مافوس Constantine Mononachus وتم في هذه المرة بناء كنيسة القبر المقدس والجلجثة ومغارة الصليب وكنيسة العذراء.

وبعد احتلال الصليبيين للقدس قاموا في عام 1114م بجمع كل معابد القيامة تحت سقف واحد وأضافوا أبنية أخرى إلى الكنيسة لتصبح أعظم الأماكن المقدسة عند النصارى كما قاموا بإنشاء كنسية جديدة شرقي القبر المقدس عرفت باسم كنيسة نصف الدنيا حيث أشيع وقتها أنها مركز العالم القديم، وشيدوا برجًا للأجراس واستغرق ذلك العمل تسع سنوات.

وقد أورد الإدريسي وصفًا لهذه الأعمال بعد إتمامها بعدة سنوات إذ قال في كتابه "نزهة المشتاق" أن كنيسة القيامة على مقربة من باب يافا المعروف باسم باب المحراب ويدخل الزائر إلى الكنيسة من بوابة تقع في الطرف الغربي وفي الوسط قبة ولها باب من الناحية الشمالية (باب سانتا ماريا) وإذا ما وصل الزائر إلى داخل الكنيسة يأتي إلى القبر المقدس وله بابان وفوقه قبة زينت بأفخم زينة وأحد هذين البابين يفتح إلى الشمال في تجاه باب سانتا ماريا والثاني يفتح إلى الجنوب في تجاه باب الصلب وفوق هذا الباب يقوم برج الجرس الخاص بالكنيسة، أما عن القبة الخاصة بالكنيسة فهي تقع على ساحة كبيرة وبداخلها لوحات للرسل وللسيد المسيح والعذراء مريم ويوحنا المعمدان وقد أضيئت المصابيح فوق القبر المقدس ومن بينها ثلاثة مصابيح من الذهب فوق القبر مباشرة.

وعقب استرداد صلاح الدين لبيت المقدس (1187م) أشار عليه بعض أصحابه بأن يهدم كنيسة القيامة كي لا يبقى للفرنجة حجة يغزون بها القدس من جديد فرفض ذلك رفضًا قاطعًا وأمر المسلمين بالحفاظ عليها واكتفى بأن اقتطع جانبًا من دار القسوس المجاور واتخذه مسجدًا وخانقاه للمتصوفة (الخانقاه الصلاحية).

وقد سمح صلاح الدين في عام 1192م لفرسان الحملة الصليبية الثالثة بزيارة القبر المقدس ليطمئنوا على مراعاة المسلمين لمقدسات النصارى.

وفي عهد صلاح الدين الأيوبي تم تسليم مفاتيح كنيسة القيامة إلى عائلتين مسلمتين هما نسيبة وجودة، وما زالت مفاتيحها في أيدي أحفاد العائلتين إلى اليوم، على أساس أن المفاتيح بيد آل جودة بينما عملية فتح الأبواب وإغلاقها من واجب آل نسيبة.

ويرى البعض أن ذلك قد تم بناء على رغبة الروم حيث كان الخلاف على أشده بين الروم الأرثوذكس واللاتين أثناء الاحتلال الصليبي، وبينما نجح اللاتين في السيطرة على الكنيسة أعاد صلاح الدين سيطرة الروم الأرثوذكس عليها بعد طرد الصليبيين ولم يمنع ذلك الإجراء استمرار الخلاف بين الطوائف المسيحية، ومن أمثلة ذلك الخلاف الذي نشب بين اللاتين والكرج (جورجيا) حول كنيسة الجلجثة على عهد السلطان المملوكي الأشرف قنصوه الغوري في نهاية القرن الخامس عشر، وقد أمر قاضي القدس بعد رفع الخلاف إليه بأن تقسم بينهما في خط من الشمال إلى الجنوب.

وأدى استمرار الخلافات في عهد الخلافة العثمانية إلى تدخل الدولة لتنظيم ملكية الطوائف بكنيسة القيامة ولمنع حدوث المصادمات حول أحقيتها في دخول القبر المقدس قبل الأخرى يوم سبت النور، فرتب هذه المسألة مجلس انعقد في محكمة القدس الشرعية سنة 1542م وحضره رؤساء الطوائف المسيحية بالمدينة وقد انتهى مجلس القضاء إلى تحديد طريقة الدخول إلى قبر المسيح ومواعيد الزيارة واتفق الحاضرون على أن يحمل الرؤساء الدينيون الشموع المضاءة بنفس الترتيب عند خروجهم من كنيسة القيامة.

وقد أجريت تجديدات متعاقبة في كنيسة القيامة وخاصة في أعقاب الزلازل العنيفة التي ضربت القدس في العصور الوسطى والحديثة، فتم ترميمها في أعوام 1244م و 1400م و 1719م، وبعد الحريق الذي امتد في عام 1808م من كنيسة الأرمن إلى كنيسة القيامة، أعيد بناء بعض أجزاء الكنيسة وأزيلت في هذه التجديدات القبور اللاتينية الكثيرة التي شيدها الصليبيون.

وعقب الزلزال المدمر الذي ارتجت له عمائر القدس في عام 1834م قام مهندس يوناني بتشييد دعائم ثقيلة عوضًا عن الأعمدة الرخامية الحاملة للقبة، وغطى المكان بأكمله ولكن القبة الوسطى تداعت وأعيد تجديدها في سنة 1869م.

وزائر كنيسة القيامة اليوم يصل إليها عبر طريق قريب من باب الخليل يعرف باسم "حارة النصارى" وتنتهي هذه الحارة إلى سوق القيامة وهو مكان فسيح يقف فيه باعة التحف والمسابح والشموع والأيقونات وما إلى ذلك من التذكارات التي تباع للحجاج والزوار.

ويسبق الكنيسة ميدان فسيح يسمى ساحة القيامة، وكان الزوار يقفون فيه منذ عهد السلطان سليمان القانوني لدفع رسم دخول الكنيسة وقد ألغي هذا الرسم الذي استخدمه العثمانيون بأمر إبراهيم باشا بن محمد علي في عام 1832م إبان خضوع الشام للحكم المصري.

وعند المدخل نجد ثلاث درجات بها بقايا أعمدة المدخل القديم ومنها عمود قائم إلى الآن، يؤرخ بالقرن الثالث الهجري (9م) ولعله من التجديدات التي أحدثت في عهد المأمون العباسي.

وبعد ذلك نجد كنيسة مار يعقوب الصغير وكنائس ما يوحنا ومريم المجدلية، والأربعين شهيدًا (الثالوث الأقداس) وبداخلها مكان للعماد وقبور لبعض بطاركة الروم الأرثوذكس بالقدس.

وإلى يمين الزائر ثلاثة أبواب يوصل أولها لدير الروم الأرثوذكس المسمى دير القديس إبراهيم وقد أخذوه من يد الأحباش والثاني يوصل لجرس المنارة أما الباب الثالث فيؤدي إلى كنيسة الملاك ميخائيل القبطية ثم كنيسة الإفرنج التي يصعد إليها باثنتي عشرة درجة حجرية، وكان في هذا الموقع مدخل الجلجثة الذي سده اللاتين عام 1187م وجعلوه هيكلا باسم "أم الأحزان ويوحنا الحبيب" وتحت هذا الهيكل وبنفس حجمه تقريبًا هيكل القديسة مريم المصرية.

وفي جنوب كنيسة القيامة نجد باب القيامة الرئيسي والذي كان يواجهه على نفس المحور باب آخر يدخل منه الزوار من ناحية باب النصارى ولكنه سد في عام 1808م وبعد اجتياز باب القيامة الرئيسي نجد إلى اليسار مكان البوابين من آل جودة ونسيبة أما إلى اليمين فتوجد سلالم الجلجثة، وفي الوسط حجر أحمر يسمى المغتسل ويعتقد المسيحيون أنه في هذا المكان قام يوسف الرامي، ونيقو ديموس اليهوديان بإنزال جسد المسيح من على الصليب ووضعاه على هذا الحجر بعد أن سكبا الطيب والحنوط على جسده ولفاه بأكفان الكتان، وأمام المغتسل يوجد القبر المقدس.

ووراء القبر المقدس من ناحية الغرب هيكل أقامه الأقباط، وظلوا يحافظون عليه إلى يومنا هذا رغم المحاولات المتكررة لانتزاعه منهم، وعلى القبر رخامة قديمة أشار إلى وجودها أحد الزوار في عام 112م وقال أنها كانت مثقوبة بثلاثة ثقوب تمكن الزوار من النظر إلى الصخر وتقبيله.

وإلى الشمال من القبر المقدس يقوم هيكل القديسة مريم المجدلية وبعده نصعد أربع درجات إلى كنيسة ظهور المسيح للعذراء مريم بعد" القيامة"، وبها مذبحان في أحدهما قطعة صخرية يعتقد أنها من العمود الذي جلد عليه الرومان السيد المسيح.

ووراء هذه الكنيسة يقع دير الفرنسيسكان ثم منحنى التبول، وهو ممر مظلم قائم على سبعة عقود ينتهي إلى هيكل حبس المسيح وهو يعود إلى القرن الثامن الهجري (14م) وقد اكتشف في أوائل القرن الماضي.

ويلي ذلك هيكل نصف دائري للقديس لونجينوس، وبجواره هيكل آخر يسمى هيكل اقتسام الجند لثياب المسيح واقتراعهم على قميصه، وطبقًا للروايات التاريخية فإن هذا المكان كان به كفن السيد المسيح حتى القرن السابع الميلادي في (ميلانو بإيطاليا الآن) ويليه هيكل السخرية (حيث سخر الجند الرمان من المسيح) وهو إلى اليمين من مدخل كنيسة القديسة هيلانة وبه العمود الذي جلد عليه الجند المسيح بعد أن أجلسوه عليه ووضعوا على رأسه إكليلا من الشوك، وبعد حوالي خمسة عشر مترًا نجد درجات سلم توصل إلى الجلجثة حيث موضع" الصلب".

وتحت الجلجثة ينحدر سلم إلى ممر ضيق مظلم يسمى معبد آدم وعن يمينه يقع قبر جودفري أول ملك صليبي لبيت المقدس (1100م) وعن شماله قبر الملك بودوان الأول (الصليبي).

وبعد ذلك نجد الهيكل المنسوب إلى ملكي صادق الكاهن وهو حاكم يبوس العربي الذي تقول التوراة أنه صلى مع إبراهيم الخليل في هذا المكان عندما التقيا قديمًا.

أما كنيسة نصف الدنيا فتتوسط أبنية كنيسة القيامة ولها جدران تنتهي بأروقة طويلة من جهاتها الثلاثة (خلا جهة المذبح) عليها صور ورسوم روسية قديمة.

وإذا ما غادرنا كنيسة نصف الدنيا من ناحية هيكل الملاك ميخائيل في الغرب نجد حاجزًا حديديًا عاليًا يليه هيكل اللاتين حيث يقيمون طقوسهم وصلواتهم أمام القبر المقدس.

2-دير أبينا إبراهيم:

ويقع في ساحة كنيسة القيامة ويعتقد أن أول من شيده الملكة هيلانة حوالي عام 335م، وقد هدم الفرس هذا الدير خلال احتلالهم للقدس عام 614م، وأعيد تجديده غير مرة وهو يضم الآن:

- دير أبينا إبراهيم للروم الأرثوذكس وبالمكان كنيستان إحداهما صغيرة (أبينا إبراهيم) والأخرى تكبر عنها وتسمى كنيسة الرسل الاثنى عشر.

- المسكوبية وهي دير للروس تقع في الشرق من كنيسة القيامة وقد أقيمت على جزء من دير أبينا إبراهيم وبالمسكوبية كنيستان ودار للأسقفية وأبنية مدنية أخرى.

3- دير مار يوحنا المعمدان:

ويقع بين سويقة علوان والطريق الذي يوصل لحارة النصارى ويرى الزائر لهذا الدير كنيسة تحت الأرض يرجع تاريخها إلى عام 450م والأخرى فوق الأرض وهي أحدث عهدًا وقد شيدت عام 1048م خلال العصر الفاطمي، وهو من منشآت طائفة الروم الأرثوذكس.

4-دير السلطان للأقباط الأرثوذكس:

وهو من الأديرة القديمة بالقدس، ويغلب على الظن أنه جدد في العصر الفاطمي، وبعد استيلاء الصليبيين على المدينة احتله الرهبان اللاتين، ولكن صلاح الدين أرجعه للأقباط بعد استرداده لبيت المقدس، ولعله عرف من وقتها باسم "دير السلطان".

ويقع هذا الدير بجوار كنيسة القيامة داخل نطاق موضع" الصلب"، على سطح كنيسة القديسة هيلانة وكنيسة الملاك والممر الموصل من كنيسة هيلانة إلى سور كنيسة القيامة.

ولدير السلطان أهمية خاصة عند الأقباط لأنه طريقهم المباشر للوصول من دير مار أنطونيوس حيث مقر البطريركية المصرية إلى كنيسة القيامة ومعنى فقدانه عند الأقباط أن تصبح جميع أملاكهم لا تساوي شيئًا ويضطر الحجاج والزوار إلى المرور في طرق عمومية طويلة ليصلوا إلى كنيسة القيامة.

وتبلغ مساحته حوالي 1800م2 وتقع ساحته فوق كنيسة القديسة هيلانة، وفي الزاوية الجنوبية الغربية من هذه الساحة تقع كنيستان تاريخيتان هما كنيسة الأربعة كائنات الروحية الغير متجسدة (الأربع حيوانات) ومساحتها 42م2، وكنيسة الملاك ميخائيل وهي في الدور الأرضي ومساحتها 35م2،وللوصول من هذا الدير إلى كنيسة القيامة يجب الدخول من كنيسة الأربع حيوانات والنزول منها إلى كنيسة الملاك والخروج من بابها إلى ردهة كنيسة القيامة.

وقد ادعى الأحباش ملكيتهم لهذا الدير رغما عن أن الوثائق التاريخية الإسلامية تثبت ملكية الأقباط والكنيسة المصرية له وربما يرجع هذا الادعاء إلى المرسوم الذي أصدره السلطان المملوكي المنصور قلاوون بألا يمنع الأحباش من دخول هياكل القيامة أو دير السلطان بناء على طلب ملك الحبشة لأن اللاتين الموجودين هناك كانوا يضايقونهم، وقد سمح لهم الأقباط بالإقامة في الدير لأن الحبشة كانت خاضعة للكرازة المرقصية في الإسكندرية، وعزز من اعتقاد الأحباش في أحقيتهم بالدير أنهم أقاموا فيه منذ القرن الحادي عشر الهجري (17م) عندما طردوا من أملاكهم لعجزهم عن أداء الضرائب وقام الأقباط باستضافتهم في الدير، ومن وقتها ظهرت مشكلة دير السلطان بين الأقباط والأثيوبيين وقد تدخل البريطانيون في هذا النزاع لصالح الأثيوبيين ونصحوهم بسرقة مفاتيح الدير وقد تم بالفعل في عام 1850م ولكن متصرف القدس عقد مجلسًا للنظر في أمر النزاع وحضره أعيان القدس وكبار رجال الدين في الطوائف الثلاث (الأرمن – الأقباط – الحبشة) وانتهى المجلس إلى إعادة مفاتيح الدير إلى الأقباط.

وظل البريطانيون يحرضون الأثيوبيين للاستمرار في ادعاء ملكية دير السلطان ومن بعدهم قام الإسرائيليون بعد منتصف ليلة عيد القيامة المجيد (20أبريل 1970م) وأثناء انشغال الكنائس في إقامة صلوات ليلة هذا العيد بتغيير كوالين ومفاتيح الدير وتسليم المفاتيح الجديدة للأثيوبيين وأقاموا المتاريس ومنعوا المطران القبطي من الدخول للدير بعد انتهائه من الصلاة.

وعلى أثر هذا الاعتداء قام الأنبا باسيليوس المطران القبطي في القدس بالاحتجاج لدى السلطات الإسرائيلية وقام برفع ثلاث قضايا أمام المحاكم الإسرائيلية كان آخرها أمام محكمة العدل العليا المؤلفة من خمسة قضاة يرأسها القاضي "أجرانات" الذي كان وكيلا لوزارة العدل بفرنسا وبعد دراسة المحكمة للوثائق التي قدمها الأقباط ومعاينتها للدير بادر رئيس المحكمة وزير الشرطة الإسرائيلي قائلا "أنتم ارتكبتم عملا لصوصيًا ومخالف للنظام والقانون هذا الدير قبطي 100% ويعاد إلى أصحابه فورًا".

ورغم صدور قرار اجرانات في عام 1971م بإعادة الدير للأقباط وتغريم الشرطة الإسرائيلية والأسقف الأثيوبي إلا أن سلطات الاحتلال ترفض تنفيذ القرار.

5-دير مار أنطونيوس (للأقباط):

وهو من ممتلكات الأقباط الأرثوذكس بالقدس وترجع أهميته إلى أنه صار مقرًا للمطرانية القبطية منذ عام 1912م، ويقع هذا الدير إلى الشمال من كنيسة القديسة هيلانة، وقد أجريت به إصلاحات عديدة أهمها تلك التي جرت في عام 1875م عندما أضيفت إليه مبان جديدة ثم عمر الدير مرة أخرى سنة 1907م وجددت أيضًا كنيسة وأساساته القديمة.

ويبدو أن الدير قد شيد على أساس كنيسة بيزنطة قديمة إذ يشير بعض الرحالة الذين وفدوا على الدير أنه به مستودع مياه باسم القديسة هيلانة، وهو داخل الكنيسة القبطية في الدور الأرضي من الدير وللمستودع سلم دائري للهبوط عليه وهو مكون من (51) درجة.

وقد شيدت كنيسة الدير في عهد الأنبا ثيموثاوس عام 1903م وهي تعرف بكنيسة القديس أنطونيوس وتقع لصق الجدار الشمالي لكنيسة القيامة، وأمامها فناء واسع مكشوف يقع على سطح الدور الأرضي، وفي الجهتين الجنوبية والشرقية من الفناء تقع مساكن الرهبان الأقباط ومقر رئاسة الدير والكلية الأنطونية.

وقد قام المطران باسيليوس بإصلاح هيكل هذه الكنيسة وشيد لها منبرًا جديدًا وفي الطابق الثالث توجد كنيسة أخرى أنشأها المطران الأنبا ياكوبوس في عام 1954م تذكارًا لظهور العذراء في هذه الغرفة لبعض طالبات مدرسة القديسة دميانة في صيف هذا العام.

ويقع مقر المطران القبطي في الطابق الرابع وبه مكتبة فخمة بالإضافة إلى نزول الضيوف والحجاج.



6-دير مار جرجس (للأقباط):

يقع هذا الدير في حارة الموارنة على مقربة من باب الخليل وقد شيد في العصر العثماني (11هـ / 17م)، وقد ألحقت به مدرسة تعرف باسم القديسة دميانة، وبالدير كنيسة بها هيكل واحد يصلى فيه قداس كل يوم خميس للأقباط، بينما يقيم به الأرمن قداسًا في يوم واحد كل عام وهو يوم الاحتفال بعيد الشهيد مارجرجس (7أكتوبر) وذلك مقابل إقامة الأقباط قداسًا ليلة عيد الميلاد وصباحه على مذبح الأرمن بكنيسة المهد الأرمينية في بيت لحم.

7- دير القديس يعقوب الكبير (الأرمن):

للأرمن تاريخ طويل في بيت المقدس، وكان عددهم في عام 1945م حوالي خمسة آلاف وقد اعتاد هؤلاء الإقامة في دير مار أركانجل شرقي دير القديس يعقوب (مار يعقوب) وقد وفدت أعداد كبيرة منهم على الدير الأخير في أعقاب حروب تركيا ضد الأرمن عام 1914م ويقع دير مار يعقوب في حارة الأرمن على مقربة من قلعة القدس حيث توجد بساتين البطريركية الأرمينية ومقر مدير الدير والبطريرك وكنيسة الرسول يعقوب الكبير ويعتقد أن هذه الكنيسة قد شيدت في مكان استشهاد هذا القديس حيث قطعت رأسه بأمر هيرود أغريبا حفيد هيرود الكبير.

وترجع الكنيسة الحالية للقرن السادس الهجري (12م) خلال الاحتلال الصليبي وقد أعيد ترميمها بعد استرداد صلاح الدين لبيت المقدس، وكانت لها قبة مشيدة على أربع دعامات وجدران وقد أزيلت الدعامات في عام 1219م ولم يبق منها إلا تيجانها الأربعة المغطاة بألواح من الخزف الأزرق الأسباني وعند الحائط الشمالي هيكل صغير حيث قطعت رأس الشهيد يعقوب.

ولما كان الأسبان يعتبرون مار يعقوب (شانت ياقوب) مبشرًا أسبانيًا وشفيعها، فقد عنوا بأمر هذه الكنيسة وفرضوا سيطرتهم عليها حتى القرن الثامن عشر الميلادي وفي هذا الدير عدة أبنية ملحقة بها أهمها:

·مطبعة الدير.

·منزل لضيافة الغرباء والزوار.

·مدارس للبنين وللبنات.

·مسكن خاص بطلبة اللاهوت.

·متحف صغير.

·دير الزيتونة للراهبات الأرمينيات.

·كنيسة الملائكة القديسين.

وفي الدير دهليز ينتهي إلى أحد أبواب السور الجنوبي للقدس وهو المعروف باسم باب النبي داود.

8-كنيسة الثلاث مريمات (للأرمن):

وهي كنيسة صغيرة تابعة لطائفة الأرمن وقد شيدت حيث يعتقد أنه موقع ظهور السيد المسيح للمريمات وأمرهن أن يذهبن ويخبرن تلاميذه المجتمعين في علية صهيون بأنه قام من بين الأموات وأنه سيذهب إليهم ليلتقي بهم في الجليل (متى – 28:8).

وكانت هناك كنيسة أخرى في شمال كنيسة الثلاث مريمات أمام مدخل برج داود، ولكنه حولت إلى منزل في أوائل القرن الماضي.

9-كنيسة القديس توما:

تقع هذه الكنيسة في زقاق بالقرب من كنيسة الرسول يعقوب الكبير، وكان الصليبيون وقت احتلال القدس قد شيدوها على أنقاض مسجد قديم، فلما دخل صلاح الدين القديس حولها إلى جامع ثم تهدم الجامع وبنى مكانه كنيسة بمعرفة الألمان في القرن الثالث عشر الهجري (19م) وهي في أيديهم إلى اليوم.

10- كنيسة القديسة حنة:

تقع هذه الكنيسة التابعة للروم الكاثوليك بين باب الحطة وباب الأسباط على مقربة من شمال الحرم القدسي الشريف، وكأنها في الأصل من أديرة القدس حيث أشار إليه ثيؤدسيوس الشماس في زيارته للقدس سنة 530م وقد أصبح ديرًا للراهبات إبان الاحتلال الصليبي وبعد دخول صلاح الدين القدس اتخذها مقرًا للمتصوفة وأقام بها مدرسة كانت تسمى بالمدرسة الصالحية، وقد تعرضت للانهيار في القرن الثاني عشر الهجري (18م) وكانت في فناء الدير كنيسة باسم القديسة حنة والدة القديسة مريم العذراء حيث يعتقد أنه كان في هذا الموضع منزل حنة وزوجها يواقيم وحدث في عام 1856م أن منح السلطان العثماني عبد المجيد خرائب الكنيسة وتوابعها هدية للإمبراطور نابليون الثالث ملك فرنسا الذي أمر بترميم الكنيسة وافتتاحها للعبادة، وأعاد بناء الدير القديم ثم سلمه للروم الكاثوليك.

وتجدر الإشارة إلى أن البطريرك مكسيموس مظلم هو الذي قام في عام 1848م ببناء أبرشية للروم الكاثوليك بالقدس في حارة الموارنة.

11- دير السريان:

وهو على بعد 20مترًا شمال شرقي كنيسة القديس توما وفيه يقيم أسقف السريان، وكان هذا المكان المعروف قديمًا بمنزل مار مرقس الرسول في حوزة الأقباط الأرثوذكس ثم استولى عليه السريان أثناء رئاستهم الدينية عليهم، وسبب شهرة هذا المكان أن القديس بطرس الرسول ذهب إلى هذا المكان بعد أن أنقذه الملاك من السجن (أعمال الرسل 12 : 13) وكنيسة الدير الحالية ترجع (لقرن 12م)، وعلى هيكلها صورة قديمة جدًا للعذراء مريم قيل أنها من رسم القديس لوقا الإنجيلي، وهناك أيضًا حوض معمودية رخامي قيل أن العذراء مريم تعمدت فيه.

12-مقدسات جماعة الروم الأرثوذكس:

كان لهذه الجماعة دور كبير في تاريخ القدس، وقد اشتهر من بينهم بطاركة ارتبطوا بحوادث هامة في تاريخ المدينة ومنهم البطريرك يوفينا ليوس، وكان بطريركًا لأورشليم عام 51م وهو الذي أقر الاحتفاء بعيد ميلاد المسيح الذي يحتفل به النصارى إلى اليوم في الخامس والعشرين من شهر ديسمبر، ومنهم أيضًا البطريرك صفرونيوس الأول الذي عمل بطريركًا لأورشليم حينما دخلها الخليفة عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وهو الذي وقع شروط تسليم القدس للمسلمين وهو من أصل عربي وإن كان اسمه (الذي يعني العفيف) يوناني.

ولهذه الجماعة عدة مقدسات بالمدينة أشرنا من قبل إلى دير أبينا إبراهيم، ودير مار يوحنا المعمدان، وإضافة إليهما:

·دير مار سابا: وقد أقامه قديس يدعى سابا حوالي عام 484م وقد أضيفت إليه بعض منشآت إبان حكم الإمبراطور البيزنطي جستنيان (527-565م).

·دير العذراء: أقيم أيام البطريرك إلياس الأول (إيليا) عام 494م ويقع هذا الدير إلى الجنوب من كنيسة القيامة.

·الدير الكبير: ويعرف أيضًا بدير قسطنطين وهو أيضًا من منشآت البطريرك إلياس الأول وهو يضم ثلاث كنائس ويقع في حارة النصارى.

·دير القديس تيؤدوسيوس وهو يقع بين بيت لحم ومار سابا.

·دير المصطبة: يعتقد أن مشيده هو الإمبراطور قسطنطين حوالي عام 330م، وإن كان هناك من يرى أنه شيد في عهد الإمبراطور يوستينانوس الذي حكم في النصف الأول من القرن السادس الميلادي، ويقع الدير غربي مدينة القدس.

·دير البنات: بناه البطريرك إلياس الأول وهو على مقربة من خان الأقباط وبه كنيستان.

·دير إلياس: إقامة الإمبراطور هرقل عام 610م على الطريق بين القدس وبيت لحم، وقد خرب الفرس هذا الدير عند احتلالهم للقدس في عام 614م، وقد جدد غير مرة إذ جدده الصليبيون عام 1165م وتم تعميره في العصر العثماني حوالي عام 1678م.

·دير الجليل: وهو يقع فوق جبل الطور وبه كنيسة قديمة يعرفها الروم الأرثوذكس باسم غاليليا (إليليا).

·دير اقطون: وهو في حي يحمل نفس الاسم غربي القدس.

13-مقدسات الإرساليات الكاثوليكية وبطاركة اللاتين:

أ-الفرنسيسكان Franciscan ويسميهم أهل القدس برهبان أبي حبا ولهم أمكنة مقدسة خاصة بهم أهمها:

·دير المخلص: ويعرف أيضًا بدير اللاتين وهو يقع في الناحية الشمالية الغربية من حارة النصارى.

·الكازانوفا: وهي كنيسة تقع بين الباب الجديد ودير الإفرنج.

ب-الدومنيكون Dominican، وقد جاءوا إلى القدس عام 1882م ولهم فيها دير وكاتدرائية.

14- مقدسات الأحباش:

وفد الأحباش على القدس منذ دخول المسيحية إلى الحبشة في القرن الرابع الميلادي ولم يبق لهم سوى دير الحبش وهو يلتصق بكنيسة القيامة فوق مغارة الصليب وكنيسة الحبش وهي تقع خارج أسوار المدينة القديمة.

15- طريق الآلام:

وهو من أهم المزارات الدينية المسيحية حيث اشتهر بأنه الطريق الذي سار فيه السيد المسيح حاملا الصليب من قصر الحاكم الروماني بيلاطس حتى موقع الجلجثة أي عبر القدس من الشرق إلى الغرب.

وينقسم طريق الآلام إلى 14مرحلة هي:

·المرحلة الأولى: وهي تبدأ عند قصر بيلاطس حاكم القدس أيام القبض على المسيح (33م) ويعتقد أن القصر المذكور كان إلى الشمال الغربي من هيكل سليمان (الحرم القدسي) فيما يعرف بحصن أنطونيا، وكان للقصر فناءان كانت محاكمة المسيح في أعلاهما وهو الداخلي، ولما كان اليهود قد امتنعوا عن الدخول لئلا يتدنسوا حسب اعتقادهم قبل عيد الفصح ولذا كان بيلاطس يكلم اليهود من الفناء السفلي الخارجي. 

·المرحلة الثانية: وهي تبدأ من معبد التكليل (القرن 12م) وهو عبارة عن بناء مربع المساحة طول ضلعه ثمانية أمتار وقد غطي بقبة، وقد شيد هذا المعبد تخليدًا لذكرى وضع إكليل الشوك المضفر على رأس المسيح إمعانًا في تعذيبه.

·المرحلة الثالثة: وهي عند كنيسة "أجيا صوفيا" التي هدمها الفرس في عام 614م، وقد أعيد تشييدها خلال فترة الاحتلال الصليبي (القرن 12م).

·المرحلة الرابعة: وأهم معالمها كنيسة الجلد (حبس المسيح) وكنيسة الحكم بالموت وهما داخل دير للفرنسيسكان، والكنيسة الأخيرة من الكنائس التي أمرت الإمبراطورة هيلانة بتشييدها بالقدس وهي تحتل مساحة مربعة طول ضلعها 10م وقد غطيت بقبة محمولة على أربعة أعمدة رخامية. وعلى مقربة منها كنيسة حبس المسيح، وكان المسلمون قد استولوا عليها في عهد المجددي العباسي، لكن هارون الرشيد أعادها للنصارى.

ب\وبعد تخريب الكنيستان في حصار صلاح الدين لبيت المقدس، وأعيد تشييدهما بعد ذلك ثم استولى عليهما الرهبان الفرنسيسكان سنة 1618م وأعادوا تجديدها في عام 1838م.

·المرحلة الخامسة: وتقع عند عقد حجري قديم يعرف بقوس هوذا الرجل ويرتكزهذا العقد على حجرين وقف المسيح على أحدهما ووقف بيلاطس على الثاني وقال مشيرًا إلى المسيح باللاتينية "ecce homo" أي أن هوذا الرجل، وقد عرف العقد بهذا الاسم في القرن العاشر الهجري (16م) وتقع تحته كنيسة بنفس الاسم خارجها دير للراهبات به جزء من بركة الماء التي أقامها هيرود الكبير وجعل فوقها قناطر حجرية تقسمها.

·المرحلة السادسة: وهي التي يعتقد أن المسيح سقط عندها من التعب والإعياء وهنا اقتربت مريم العذراء منه وقام سمعان اليهودي القيريني Cyrenian بحمل الصليب عنه بعد سقوطه حسب أوامر الجنود الرومان وفي هذه المرحلة عمود قديم مكسور بجوار كنيسة الفرنسيسكان وكنيسة حديثة للأرمن الكاثوليك وقد كشف مؤخرًا عن طريق قديم كان مفروشًا بالفسيفساء.

·المرحلة السابعة: وقد شيد الفرنسيسكان كنيسة حديثة عندها أطلقوا عليها اسم اليهودي الليبي الذي حمل الصليب عن المسيح وهو سمعان القيريني.

·المرحلة الثامنة: وتدل على هذه المرحلة قطعة من عمود رخامي في حائط ويقال أن سيدة تسمى فيرونيكا (ي المحتبة) خرجت من دارها ومسحت وجه السيد المسيح عليه السلام فانطبعت صورة وجهه عليه كهدية منه جزاء لعملها النبيل. وقد جعل الروم الكاثوليك تحت عقود مطمورة في هذه البقعة هيكلا كما بنوا فوقها هيكلا آخر باسم القديسة فيرونيكا.

·المرحلة التاسعة: وهي على مقربة من السور الغربي القديم للقدس وكان به باب سماه المسيحيون فيما بعد باب القضاء لأن بيلاطس علق على أحد أعمدتهم حكم الموت على المسيح، وفي الزاوية الغربية من الطريق هيكل صغير يصعد منه إلى كنيسة أكبر، وفي الطريق قناة عميقة محفورة في الصخر يقوم عليها عمود رخامي من قاعدته في حائط روماني قديم.

·المرحلة العاشرة: بعد عبور باب العمود (القضاء) يوجد منزل للبروتستانت الألمان ثم مكان خاليً كان أيام المسيح خارج السور الغربي، وعند حائط الشمال نقش بارز لصليب يشير إلى هذه المرحلة.

·المرحلة الحادية عشرة: وهي تبدأ بنزول سلم عريض ملتو من 28درجة يقع وراء منزل مرتفع للرهبان الروس، وبعد أقل من مائة متر يصل الزائر إلى باب المطرانية القبطية (دير مار أنطونيوس) حيث يوجد عمود في الجدار يدل على هذه المرحلة التي سقط عندها المسيح للمرة الثالثة، وإلى شمال المطرانية القبطية يتم النزول على بعض درجات إلى سطح تنفذ في وسطه كنيسة القديسة هيلانة (مغارة الصليب) وهو أسفل كنيسة قسطنطين (المرتيريون).

·المراحل الثلاث الأخيرة: وهي تبدأ من درب العمود إلى كنيسة القيامة.

16- كنيسة العذراء (البتول):

تقع هذه الكنيسة خارج السور الجنوبي للقدس على بعد عشرين مترًا تقريبًا من باب النبي داود، وهي كنيسة حديثة العهد نسبيًا إذا شيدت في بداية القرن العشرين على أيدي الرهبان ** الألمان، وكان الإمبراطور الألماني غليوم الثاني قد اشترى هذا المكان ووهبه للرهبان الكاثوليك الألمان الذين أسسوا ديرا وكنيسة نياحة البتول، والحقيقة أن المكان المحيط بالكنيسة له أهمية خاصة لدى المسيحيين، فعلى مقربة منها بيت مار مرقس أو "علية صهيون" وهو المكان الذي عاشت فيه العذراء مريم في بيت يوحنا الرسول بناء على طلب السيد المسيح حتى وفاتها، ومن هذا المكان انطلقت جنازة البتول التي حدثت بها معجزة مشهورة مفادها أن بعض اليهود حاول دفع تابوتها من أيدي المشيعين فيبست يده في التو وعميت عيناه وحدث نفس الشيء لبعض ممن كانوا يشاركونه في هذا الإثم، ولكنهم ندموا على عملهم فصلى تلاميذ المسيح من أجلهم فشفاهم الله وآمنوا بالمسيحية، ويبدو أن البيزنطيين كانوا قد شيدوا في مكان هذه المعجزة قبة على أربعة أعمدة من الرخام وبأعلاها صليب من النحاس ولكنها هدمت أثناء غزو الفرس للقدس في عام 614م.

17- علية صهيون (منزل مار مرقس البشير):

على مقربة من كنيسة نياح البتول تقع هذه العلية التي يرجح أنها كانت فوق سطح منزل القديس الرسول، وقد ارتبطت بالعديد من الحوادث الهامة في تاريخ المسيحية، ففيها أعد السيد المسيح الفصح والعشاء الرباني للحواريين بعد أن غسل أرجلهم جميعًا (ليعلمهم التواضع) وصارت هذه العلية ملتقى المؤمنين الأوائل بعد صلب السيد المسيح، وفيها ظهر المسيح للرسل مساء أحد القيامة وعاد للظهور في الأحد التالي.

وطبقًا للروايات التاريخية فقد كان في هذا الموضع كنيسة قديمة شيدتها الإمبراطورة هيلانة في أوائل القرن الرابع الميلادي باسم الملك داود لأن الاعتقاد السائد وقتها كان يشير إلى وجود قبره في هذا المكان، وقد عرفت باسم كنيسة الرسول فيما بعد وفي منتصف القرن الرابع الميلادي أقيمت كنيسة جديدة ذات أعمدة رخامية وعقود وزين سقفها الخشبي بمنظر إكليل ينحدر على رأس المسيح، وقد دمرت هذه الكنيسة في عام 614م على يد الفرس ثم رممها هرقل بعد استرداد البيزنطيين للقدس، ثم تهدمت سنة 1102م وأعاد تشييدها الصليبيون في عام 1161م وظلت الكنيسة في أيدي رهبان القديس أوغسطنيوس حتى استعادة صلاح الدين للقدس فآلت إلى رهبان السريان.

وبعد معاهدة عقدها الفرنجة مع الملك الكامل الأيوبي في سنة 1228م أسرع الفرنسيسكان لاغتنام الفرصة واستولوا على الكنيسة مع مواقع أخرى وجعلوها تحت سيطرتهم بأمر الباب جريجوري التاسع وعادوا في عهد السلطان المملوكي بيبرس الجاشنكير ليحصلوا على أمر سلطاني بتثبيت سيطرتهم على الكنيسة في عام 1309م.

وبعد أن استقر السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون في حكم مصر والشام وفد عليه في القاهرة ملك صقلية روبرت دانجو وزوجته وعرضوا عليه دفع 22ألف دوكة ذهبية ثمنًا للأراضي المحيطة بالعلية، وقد وهب الملكان هذه الأرض لكرسي روما شريطة أن تترك في أيدي رهبان الإخوة الأصاغر ووافق باب روما على ذلك وجدد هؤلاء الرهبان بناء العلية على ما هي عليه الآن.

18- كنيسة حبس المسيح:

تقع هذه الكنيسة على مقربة من باب النبي داود (باب الخليل) في سور القدس الجنوبي، وهي داخل دير للأرمن وقد شيدت في موضع دار "قيافا" كبير الكهنة حيث اقتيد المسيح لسؤاله أولا قبل تقديمه للمجمع اليهودي للمحاكمة.

وقد شيد الأرمن هذه الكنيسة على أطلال أخرى قديمة كانت تعرف باسم القديس بطرس، حيث بنوا هيكلا صغيرًا وبعد اجتياز فناء باتجاه الشمال نجد هيكلا باسم حبس المسيح وهو يشبه هيكل إكليل الشوك الذي أمام كنيسة حبس المسيح عند قصر بيلاطس ولكن بدون قبة.

19- بركة السلطان وجبل المؤامرة:

تقع هذه البركة جنوبي باب الخليل (باب داود) وهي مجرد حوض طبيعي يتجمع فيه ماء الأمطار طوله 1.8م ويقل عرضه عن المتر الواحد بينما يصل عمقه إلى عشرة أمتار، وقد أقيم بسد الوادي من طرفيه بجدارين أحدهما لحجز الأتربة والثاني لتجميع مياه السيول.

وبجوار البركة يقع جبل المؤامرة، وهو تل مواز لوادي "سيموشافاط" وقد عرف باسم جبل المؤامرة خلال الاحتلال الصليبي للقدس نظرًا لقربه من دار قياضا الذي اجتمع فيه رؤساء اليهود للتآمر على ا لسيد المسيح وللقبض عليه وقتله.

ويوجد على هذا التل دير يعرف باسم "لوقا البشير" ويسمى المسلمون جبل المؤامرة باسم جبل القبور لوجود مغارات صغيرة فيه وكتابات يونانية جنائزية تشير إلى قيام الرهبان بدفن موتاهم في هذه البقعة.

20- كنيسة االقديس أنوفريوس:

كانت في الأصل كنيسة بيزنطية قديمة ثم استولى الروم الكاثوليك عليها في عام 1874م وجعلوها كنيسة باسم القديس أنفريوس وإلى غربي الكنيسة يوجد حقل الفخارى وهي قطعة أرض اشتراها رؤساء اليهود بثلاثين قطعة من الفضة بعد أن رد "يهوذا الأسخربوطي" هذا المبلغ إليهم حين ندم على تسليم المسيح لهم، وقد استخدم هذا الحقل كمقبرة للغرباء أولا وسمي بحقل دم، وإبان الاحتلال الصليبي للقدس أعطي الحقل لرهبان مستشفى مار يوحنا (الاستبارية) فجعلوه مقبرة أيضًا.

21- كنيسة العذراء:

بعد الكنيسة السابقة وباتجاه الجنوب توجد كنيسة العذراء وقد عرفت بهذا الاسم لقربها من بئر مياه قديم استراحت عنده السيدة العذراء وهي في طريقها لبيت لحم.

22- مكان استشهاد القديس اسطفانوس:

يقع هذا المكان في وادي قدرون حيث يعتقد أن اليهود رجموا الشهيد اسطفانوس (أول شهداء المسيحية) في قاع هذا الوادي، وقد نقل جثمان هذا القديس في عام 560م إلى الكنيسة التي تحمل اسمه على مقربة من باب دمشق في شمال غربي القدس ثم نقل بعد ذلك للقسطنطينية.

23- قبور إبشالوم ويهوشا فاط وزكريا النبي:

تقع هذه القبور أيضًا في وادي قدرون وأقدمها ينسب إلى "إبشالوم ابن داود النبي" وكان قد تمرد على سلطة أبيه وقتل ويسمى قبره بطنطور فرعون، وهو مكعب الشكل نحت من صخر المنطقة وعلى أركانه أربعة أعمدة ويتوج بشكل هرمي وكان اليهود يرمونه بالحجارة قديمًا احتجاجًا على عقوقه لوالده، وهناك أيضًا قبر سد اليهود بابه في أواخر القرن التاسع عشر وقبر يهوشافاط ويجاوره من ناحية الجنوب قبر القديس يعقوب ويسميه أهل فلسطين بديوان فرعون وحوله كتابات آرامية تشير إلى أن المدفون به شخص يسمى عازر ويرجع القبر إلى عهد هيرود الكبير، ومن المعروف أن يعقوب الرسول قد اختفى عند هذا القبر إلى عهد هيرود الكبير، ومن المعروف أن يعقوب الرسول قد اختفى عند هذا القبر بعد صلب السيد المسيح وظل في هذا المكان حتى ظهر له المسيح بعد قيامته.

وآخر قبور وادي قدرون قبر يدعي اليهود أنه قبر زكريا بينما يسميه المسلمون قبر زوجة فرعون نظرًا لوجود كتابات هيروغليفية على أفريزه.

24- قرية كفر سلوام:

على مقربة من قبر زكريا النبي تقع هذه القرية وأمامها قبور قديمة منحوتة في الصخر، وكان النساك والمتوحدون المسيحيون يستخدمونها كصوامع (خلايات) للعبادة من القرن الرابع إلى السابع الميلاديين.

وتشتهر عين سلوام أو بركة سلوام بارتباطها بمعجزة إبصار أحد العميان على يد السيد المسيح، إذ بعد أن طلى عينيه بالطين أمره المسيح بالاغتسال في هذه البركة ليعود بصيرًا.





25- المقدسات المسيحية في الجثمانية:

عبر وادي قدرون من ناحية الشرق تقع إحدى المناطق المقدسة المزارات الدينية المسيحية والمعروفة باسم الجثمانية أي معصرة الزيت، ويبدو من أوصاف القديسين أنها كانت ضيعة أو بستانا يجري في ملكية أحد تلاميذ السيد المسيح.

وكان المسيح – عليه السلام – يتردد على هذا المكان ويقضي الليالي الطويلة في الصلاة وقد دفنت السيدة العذراء مريم فيها وألقى القبض على السيد المسيح ليلا في الجثمانية وأهم مزاراتها:

·كنيسة انتقال العذراء للسماء: تقع هذه الكنيسة القديمة تحت الأرض بينما ساحتها المربعة فوقها وقد شيدت بها كنيسة صليبية في القرن 12م-، وتوجد درجات سلم تهبط إلى قبر البتول مريم. وحسب روايات تاريخية قديمة فقد تم نقل التابوت واللفائف المقدسة التي كانت في الجثمانية إلى كنيسة مريم البلوكرنية بالقسطنطينية بناء على طلب الإمبراطور البيزنطي مرقيانوس وزوجته بولشريا في عام 452م، ثم نقلت إلى كنيسة أخرى شيدت خصيصًا لها عرفت باسم كنيسة تابوت البتول.

وقد قام الصليبيون بترميم الكنيسة بالجثمانية عام 1010م، وفي عام 1130م أقيم بجوارها دير للبندكتيين الألمان ولكنه ما لبث أن تهدم وأثناء العصر المملوكي نجح الكاثوليك في الحصول على أمر سلطاني بتبعية الكنيسة لطائفتهم ثم تركها الكاثوليك لفترة من الزمان واحتاجوا لاسترجاعها إلى الحصول على فرمان من السلطان العثماني في سنة 1616م، ولكنهم فقدوا السيطرة عليها عام 1740م وما لبثوا أن استردوها ليفقدوها نهائيًا عام 1757م.

وقد شيدت كنيسة قبر العذراء على شكل صليب حيث يقع قبر العذراء مريم في وسط الهيكل الأيمن وهو محفور في الصخر وينخفض بمقدار 12مترًا، وبجواره هيكل للأرمن وآخر للروم أما الهيكل الذي يقع في غرب القبر فهو ملك للأقباط.

·مغارة الجثمانية: إلى الشمال من كنيسة قبر العذراء توجد هذه المغارة التي ارتبطت بأحداث هامة في دعوة السيد المسيح، ويبلغ طول هذه المغارة 17مترًا وعرضها 9أمتار أما ارتفاعها فيصل إلى 3.5م.

ومن المعروف أن السيد المسيح كان يصلي في هذه المغارة، وكانت على جدرانها تصاوير ما زالت بقاياها قائمة وقد فتحت نوافذ لأول مرة بها أمر من الإمبراطور ثيؤدسيوس عام 530م وقد شيد المسيحيون كنيسة في هذا المكان ربما في عهد الإمبراطورة هيلانة وبدءًا من عام 385م كان أسقف أورشليم يخرج إلى هذه الكنيسة مع جمهور كبير في يوم خميس العهد حيث يقرأ هناك من الأناجيل الفصول المرتبطة بما حديث للمسيح في هذا المكان.

وقد تهدمت الكنيسة مرتين وشيدت لآخر مرة في العصر المملوكي (القرن 15م)، وما زالت أنقاضها باقية إلى الآن.

وبداخل المغارة أربعة هياكل وهي في حوزة الرهبان الكاثوليك بمقتضى أمر السلطان المملوكي منذ عام 1392م ويوجد بها ارتفاع صخري في الشمال يسمى صخرة الرسل ذلك لأن المسيح طلب من الرسل أن يمكثوا هناك ليلة القبض عليه، وبجوار هذه الصخرة عمود داخل حائط وهو مكان صلاة السيد المسيح.

وعلى قمة صخرة الرسل شيد الإمبراطور الروسي إسكندر الثالث كنيسة باسم مريم المجدلية سنة 1888م سكنها الرهبان الروسي ولها سبع قباب.

26- مقدسات جبل الزيتون:

في الطريق إلى جبل الزيتون شرقًا جملة من المزارات المسيحية أهمها:

·مغارة تنسب من القرن 16م إلى أرسيا النبي حيث كتب مراثيه المشهورة وهي مغارة مستديرة قطرها 35م.

·كنيسة جديدة للألمان الكاثوليك في مواجهة المغارة.

·قبر قديم عليه شارة الصليب وقد رسمها أحد النساك بعد أن اتخذه مسكنًا له.

·دير لرهبان الدومنيكان الفرنسيين وبه مدرستهم اللاهوتية وكنيسة باسم القديس اسطفانوس.

·تل المعابن وفي يمينه كنيسة بروتستانتية ثم بابا يقود إلى ساحة بها قبور قديمة.

أما على قمة جبل الزيتون والمعروف باسم جبل الطور فنجد ثلاث قمم تسمى الشمالية منها باسم جبل الجليل (حاليًا كرم الصياد) وعلى هذه القمة يقع بيت أسقف أريحا للروم، وعلى القمة الثانية وعلى بعد 300متر نجد مكان صعود المسيح إلى السماء ولا يبعد هذا المكان سوى 700م عن الحرم القدسي الشريف ولا يرتفع عنه سوى بمقدار 60مترًا، أما القمة الثالثة فيها قبور الأنبياء.

27- كنيسة الصعود:

تشير بعض الروايات التاريخية إلى قيام الإمبراطورة هيلانة بإنشاء كنيسة محل الصعود كما شيدت بناء آخر عرف باسم "الزيتونات" عند المغارة التي تنبأ عندها المسيح بخراب أورشليم ومجيئه الثاني، وليس لهذين المبنيين أثر واضح الآن، ويبدو أنها تعرضت للهدم أثناء القتال بين الصليبيين وجيوش صلاح الدين الأيوبي، ولم يبق من الكنيسة سوى قبة صغيرة تركها صلاح الدين لأن المسلمين يحترمون مكان الصعود حيث يؤمنون بأن المسيح رفع حيًا إلى السماء.

أما الصخرة التي صعد المسيح منها إلى السماء فيبدو عليها أثر لإحدى قدميه المباركتين وكانت محاطة بسور معدني جعله الرهبان البندكيت الألمان جدارً حولها خلال الاحتلال الصليبي للقدس.

وقد حصل الأقباط على أوامر كتابية بأحقيتهم بالصلاة في الجانب الشرقي من القضاة والحكام المسلمين بالقدس كذلك منحوا إذنًا بالصلاة مرتين في السنة وهو أمر مرعي حتى اليوم، وتقام بالمكان مذابح مؤقتة للطوائف تقدم عليها الصلاة عشية عيد الصعود في كل عام.

28- كنيسة ظهور الملاك جبرائيل للعذراء مريم:

وهي من الكنائس التي أمرت الإمبراطورة هيلانة أسقف القدس بتشييدها في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي، وينحدر الطريق نحوها في جنوب غرب قمة الجليل، ويذكر التقليد أن الملاك جبرائيل ظهر للعذراء هناك عندما كانت ذاهبة لتصلي في جبل الزيتون فبشرها بأنها ستغادر الحياة الدنيا بعد ثلاثة أيام.

29- كنيسة الأبانا ودير الكرمليات:

إلى الشرق من الكنيسة السابقة يوجد دير لراهبات الكرمل، وكانت الأميرة الفرنسية توردوفرن Tourdauverneقد اشترت أرض هذا الدير سنة 1869م وشيدته على نفقتها الخاصة وسلمته لراهبة الكرمل.

وبداخل هذا الدير كنيسة تسمى "الأبانا" للاعتقاد بأن موضعها هو المكان الذي علم فيه المسيح تلاميذه صلاة "أبانا الذي في السموات".
وفي شمال الدير بئر قديمة تدعى مغارة نؤمن، وبجوار دير الكرمليات كنيسة بيزنطية قديمة (القرن الرابع الميلادي) لعلها من عمائر الإمبراطورة هيلانة، وتقع هذه الكنيسة على مقربة من قرية "بيت فاجي" حيث التقى السيد المسيح مع مريم وأختها مرثا وعزاهما عن موت أخيهما لعازر ثم ذهب معهما لقبره حيث أقامه من بين الأموات في اليوم الرابع بعد دفنه (يوحنا 11) ومن المعروف أن المسيح بدأ ركوبه الأتان في أحد الشعانين من هذا المكان منطلقًا به إلى الهيكل الذي بناه هيرود الكبير داخل مدينة أورشليم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق